ابن سينا قد سمعها منه شفاها ، ولذا فإن بعضا منها لا نجده في كتب ابن سينا المعروفة ، كالقانون في الطب والشفاء وغيرهما مما هو متوفر بين أيدينا .. ولذا يكون" كتاب الماء" هو أول كتاب يحتفظ بتلك الآراء والأقوال والرؤى وينقلها الى الأجيال اللاحقة ، حيث نجدها تتردد في بعض من الكتب الطبية المتأخرة والتي تكاد تنقل نص ما في" كتاب الماء" منها ، ولكن .. من غير أن تشير الى الأزدي! خلافا لما تمليه الأمانة العلميّة .. وهذه ظاهرة عرفت في كل الأزمان والعصور ولدى جميع الأمم ، مع الأسف الشديد.
٥ ـ ويكشف الكتاب أن المؤلف انتقل من بلاد فارس الى بيت المقدس ، حيث تشير نصوص عديدة إلى نباتات وعلاجات يذكر المؤلف أنه رآها مستعملة هناك.
٦ ـ ثم انتقل منها الى مصر ، والظاهر أنه لم يمكث فيها طويلا لأننا لا نكاد نجده يذكرها إلّا في القليل النادر من مثل ما ذكره من انتشار الأفيون والقُنّب" وهو المعروف اليوم بالحشيش" في بلاد مصر.
٧ ـ ثم ينتقل الى المغرب فالأندلس .. حيث يستقر في بلنسية ، وفيها يلقي عصا التسيار .. وينتقل الى رحاب رحمة ربه في سنة ٤٦٦ للهجرة.
نسختا الكتاب
قلت قبل قليل أني وقفت على نسختين من الكتاب في مكتبة شخصية للشيخ بن عاشور أحمد بن عبد القادر التيهرتي نزيل غرداية.
أما النسخة الأولى فقد قرئت على أبي الحكم عبيد الله بن المظفر المريني المغربي الذي كان طبيب البيمارستان" المستشفى" في بغداد وذلك في سنة