والفَراسيون (٢٦) والفُلْفُل الأسود ، والدّار فُلفل والمَقل والأُسطوخودس (٢٧) والكَمَأ والمَيعة والنّاردين والأنيسون وبَزر الكرفس وبزر الشّلْجم والورد اليابس وصِمْغ البَطَّم والزَّنجبيل والأشقّ والقُردمانىّ والجادشير وأقراص الأندروخورون ، وهى تُنسب الى رجل من جزيرة من جزائر الهِند يُسمَّى يهذا الاسم.
فلما جاء أندروماحس المتأخِّر زاد بقيّة مُفرداته ، وزاد لحوم الأفاعى ، وبها تَمَّ الغرض الأعظم.
ثم جاء جالينوس فأظهر فَضله وحرَّر وزنه.
والدّواء المركَّب ، كالتِّرياق تظهر قُواه بحسب ما يَتَرَكَّب منه ، وبحسب مُدَّة تَخَمُّره واختلاط مُفرداته.
فحين يقول الأطبّاء أنّ التِّريَاق ينفع من كذا فلأجل السُّنْبل ، وينفع من كذا لأجل المرّ. ولكنّ العُمدة صورته وقد جاءت جَليلة نافعة ، ولا يمكن أن نُشير إليها وإلى مناسبتها لأفعالها إشارة مُوفيةً بالغَرَض.
واعلم أنّ فى المركَّبات أدوية هى عُمْدَة (٢٨) وأصْلٌ إذا حُذِفَت بَطلت القاعدة ، مثل لحم الأفاعى فى التِّرياق ، والصَّبِر فى أيارج فَيْقَرا ، والخِرْبِق فى أيارج لوغاذيا.
وقال البيرونىّ : التِّريَاق الفَاروقىّ من أجَلِّ الأدوية المركّبة وأفضلها لكثرة منافعه ، وخُصوصا السُّموم من النَّواهش والعقارب والكَلْب الكَلِب ، والسُّموم المشروبة القتّالة. ومن الأمراض البَلغميّة والسّوداويّة. ومن الفالج والسَّكتة والصَّرَع واللِّقْوَة (٢٩) والرَّعشة والوَسواس. ومن الجُنون خاصّة. ومن البَرَص. ويُشَجِّع القَلْب ، ويُسَهِّل النَّفَس ويَذْهب بالخَفَقان ، ويَحْبس نَفث الدّم ، وينفع من أكثر أوجاع الكُلى والمثانة ، ويُفَتِّت الحصاة. وينفع من قُروح الأمعاء والصُّلابات الباطنة فى الكبد والطّحال وغيرهما ، ومن الإدرار منهما.
وإنّما يفعل هذه الأفعال بخاصّة صورته التّابعة لمزاج مُفرداته ، بأن يُقَوِّى الرّوح والحارّ الغَريزىّ فتستعين الطّبيعة بذلك على المضادّات الباردة والحارّة. وخير