النظرية باسمه لا باسم غيره.
قال في مادة" بصر" :
(ومذهبنا في الإبصار أنه يتم بأن يقع شبح المرئي على الحدقة ثم تنقله أمام القوة الباصرة فاذا أدركت هذه القوة ذلك الشبح كان سببا لشعور النفس بالمرئيّ فتدركه حينئذ .. وقد قيل ان النفس تدرك المحسوسات كلها بلا واسطة وأنه ليس للبصر قوة باصرة ولا للشمّ قوة تدرك الرائحة ونحو ذلك. بل المدراك لهذه الأشياء كلها هو النفس .. وأكثر الفلاسفة ينقضون هذا الرأي ويقولون : ان إدراك النفس لهذه الأشياء إنما يكون بتوسط إدراك القوى المخصوصة بها ثم ينتقل ذلك الإدراك الى النفس ، والحقّ أن الأمر كذلك). وبعد أن يتحدث عن أبرز أقوال من سبقه في هذا المجال يصل الى تحديد نظريته فيقول :
(فأما كيف يتأدّى المبصر الى القوّة الباصرة ، فمنهم من يعترف بالجهل بذلك ، ومنهم من يزعم أن هذا الشبخ انفعال يعرض للجليدية ، وإذا عرض فان العصب النوري يدرك هذا الانفعال ويؤديه الى الدماغ.
وأما الحق في هذا فهو أن الشبح يقع على داخل المقلة ثم تنقله كل واحدة من المقلتين في العصب النوري أمام القوة الباصرة وهناك يتخذ الشبحان شبحا واحدا بانطباق أحدهما على الآخر فتدركه القوة الباصرة ثم تنقله الى داخل البطن المقدم من الدماغ فيبقى هناك محفوظا فكل وقت تلحظ النفس ذلك الشبح تتخيل ذلك المرئيّ).
فهو ـ هنا ـ يتجاوز نظرية الإبصار الى قضية الذاكرة ، وكيف تختزن الصور ..