والحَرَارة الغَريبة وهى المتولِّدة فينا عن أغذيتنا ، وهى المعفِّنة لرطوبتنا الغريزيّة ، وإمّا حَرَارَة أخرَى ، وهى المستفادة من الحركة.
وأمّا الحَارّ ، فيقال لكلّ ما يحرق ما يجاوره ، كما يقال : النّار حَارَّة.
والحَارُّ ، أيضا : لكلّ ما يُحَسّ بالذّوق منه حَرَارَة ، كما يُقال أنّ الفُلْفُل حَارّ. ولما يؤثّر فى اللّمس ، كما يقال أنّ الهواء حارّ ، ولما الغالب فيه الأُسُطُقْس (٥٥) الحارّ ، كما يقال أنّ القلب حارّ ، ولما يكون العضو المتكوّن منه حارّ ، كقولنا للدّم والصّفراء أنّهما : حارّان ، ولما إذا وَرَد على البَدَن وانْفَعَل عن حَرَارَته الغريزيّة أثّر فيه سخونة أكثر ممّا له ، كقولنا : إنّ دواء كذا حارّ ، ولما هو أميل عن التّوسّط الى جهة الحَرَارة ، كما يقال أنّ الذّكَر أَحَرّ من الأنثى ، ولما قد أعطِىَ مِزاجاً هو أكثر حَرَارَة ممّا ينبغى أن يكون له ، إمّا فى نوعه وإمّا ضعفه (٥٦) أو شخصه ، كما يقال : إنّ فلانا حارُّ المِزاج.
وكذلك فافْهم الحال فى البارد ، إلّا أنّه لا يوجد فيه للمعنيَين الأوَّلَين مقابل مشهور.
وأعْلم أنّه فَرْق بين الحَرَارة وبين الحارّ ، بأنّ الحَرَارة هى الكيفيّة ، والحَارّ هو الجوهر الحامل للحرارة ، وربّما تُجُوِّز فأطلِق كلّ واحد منهما على الآخر ، كما يُتَجَوَّز فيقال : رجل عَدْل ، وخُلُق رِضىً. وكذلك الحال فى البارد والحارّ واليابس والرّطب.
والحَرِيرة : غذاء لطيف يُتَّخَذ من النّخالة النّاعمة والسُّكّر ودُهن اللّوز. ويقال لذَكَر القمارىّ : ساق حُرّ. قال :
وما هاجَ هذا الشّوقَ إلّا حَمامةٌ |
|
دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنّما (٥٧) |
والحَرَّة : العَطَش.
وباتت بليلةٍ حُرّة (٥٨) : إذا لم يَصِلْ إليها زوجُها فى أوّل ليلة ، وإلّا فهى ليلة شهباء.
والحَرير : المَحرُور من شِدّة الغَيْظ.