وهو مركّب من جوهَر نارىّ ، وجوهر أرضىّ ، ولذلك فهو مُحَلّل بما فيه من النّارية ، قابض بما فيه من الأرضيّة.
ولتركيبه من هذين الجوهرين هو قريب من الاعتدال فى الحرّ والبرد ، إلّا أنّه يابس فى الثّانية لأنّ كلا الجوهرَين يابس ، وناريّته قليلة. والغالب عليه الأرضيّة. وهو مع غلبتها عليه لطيف جدّا ، ولذلك يُحَسّ بطعمه فى الفم إذا اكتُحل به لسرعة نفوذه ، وهو لذلك يدرُّ الحَيْض لتفتيحه ، وينفع من اليَرَقان ، ويقطع النّزف من النّساء ، ونَفْث الدّم. وإسهاله لقَبْضِه فأنّ الطّبيعة بإذن خالقها تَستعمل كلّ شىء فيما يجب له. ولذلك ينفع مما ذكرنا.
وهو يحلّل الأورام بتحليله ويمنع العضو من قبول مادّة أخرى بقَبْضِه ، وينفع من لَسْع الهَوامّ ، ومن الخَناق ، غَرْغَرَةً ، ومِن عَضّة الكلب طَلاءً ويُغَزِرُه ، وينفع من الزّحير وخُصوصا مع المرّ والزَّعفران والقاقيا والأفيون. ويقطع الإسهال المزمن شربا واحتقانا.
والشّربة منه من درهمين إلى ثلاثةة وبدله القاقيا والزَّعفران.
وحَضَضْتُه على العلاج : رَغَّبْته فيه. مثل حَثثته. وقال الخليل ، رحمهالله : الفرق بين الحضّ والحثّ : أنّ الحثّ يكون فى السّير والسَّوق وكلّ شىء ، والحض لا يكون فى سَيْرٍ ولا سَوْقٍ (١٠٦) ، فجاز الأمران هاهنا.
حضن :
الحِضْن ، بالكسر : الجَنْب وهو ما دون الإبط إلى الكشح ، أو الصّدر والعَضُدان فما بينهما. والجمع أحضان ومنه الاحتضان ، وهو أخذ الشّىء فى حضنك.
وامرأة حَضُون : إذا كان أحد ثَدْيَيها أصغر من الآخر صِغَرا بيِّنا.
وحَضَنْت المعلولَ عن كذا : مَنعته عنه.
ويقال أن الحَضَن هو العاج.