قائمة الکتاب
25 ـ سورة الفرقان
26 ـ سورة الشعراء
(وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى) إلى (قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ)
١١٨27 ـ سورة النمل
البحث
البحث في تفسير التّحرير والتّنوير
إعدادات
تفسير التّحرير والتّنوير [ ج ١٩ ]
![تفسير التّحرير والتّنوير [ ج ١٩ ] تفسير التّحرير والتّنوير](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F2926_altahrir-wal-tanwir-19%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
تفسير التّحرير والتّنوير [ ج ١٩ ]
المؤلف :الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :336
تحمیل
وجملة : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) تذييل لهذا الخبر : بوصف الله بالعزة ، أي تمام القدرة فتعلمون أنه لو شاء لعجّل لهم العقاب ، وبوصف الرحمة إيماء إلى أن في إمهالهم رحمة بهم لعلهم يشكرون ، ورحيم بك. قال تعالى : (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ) [الكهف : ٥٨]. وفي وصف الرحمة إيماء إلى أنه يرحم رسله بتأييده ونصره.
واعلم أن هذا الاستدلال لما كان عقليا اقتصر عليه ولم يكرر بغيره من نوع الأدلة العقلية كما كررت الدلائل الحاصلة من العبرة بأحوال الأمم من قوله : (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى) [الشعراء : ١٠] إلى آخر قصة أصحاب ليكة.
[١٠ ، ١١] (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (١١))
شروع في عدّ آيات على صدق الرسول صلىاللهعليهوسلم بذكر عواقب المكذبين برسلهم ليحذر المخاطبون بالدعوة إلى الإسلام من أن يصيبهم ما أصاب المكذبين. وفي ضمن ذلك تبيين لبعض ما نادى به الرسل من البراهين.
وإذ قد كانت هذه الأدلة من المثلات قصد ذكر كثير اشتهر منها ولم يقتصر على حادثة واحدة لأن الدلالة غير العقلية يتطرقها احتمال عدم الملازمة بأن يكون ما أصاب قوما من أولئك على وجه الصدفة والاتفاق فإذا تبين تكرر أمثالها ضعف احتمال الاتفاقية ، لأن قياس التمثيل لا يفيد القطع إلا بانضمام مقومات له من تواتر وتكرر.
وإنما ابتدئ بذكر قصة موسى ثم قصة إبراهيم على خلاف ترتيب حكاية القصص الغالب في القرآن من جعلها على ترتيب سبقها في الزمان ، لعلّه لأن السورة نزلت للرد على المشركين في إلحاحهم على إظهار آيات من خوارق العادات في الكائنات زاعمين أنهم لا يؤمنون إلا إذا جاءتهم آية ؛ فضرب لهم المثل بمكابرة فرعون وقومه في آيات موسى إذ قالوا : (إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ) [يونس : ٢] وعطف (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى) عطف جملة على جملة : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ) [الشعراء : ٧] بتمامها.
ويكون (إِذْ) اسم زمان منصوبا بفعل محذوف تقديره : واذكر إذ نادى ربّك موسى على طريقة قوله في القصة التي بعدها (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ) [الشعراء : ٦٩]. وفي هذا المقدّر تذكير للرسول عليه الصلاة والسلام بما يسلّيه عما يلقاه من قومه.