حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٢) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣) وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (١٤))
الإعراب :
(لَئِنْ) لام قسم (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ) جملة فعلية في موضع نصب على الحال من (أصحاب القلوب).
(وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ) : (خائِنَةٍ) : إما صفة لموصوف محذوف ، وتقديره : على فرقة خائنة ، فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. أو تكون (خائِنَةٍ) بمعنى خيانة ؛ لأن فاعلة تأتي مصدرا ، كالخالصة بمعنى الإخلاص : (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ) وكالطاغية بمعنى الطغيان : (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) والكاذبة بمعنى الكذب: (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) أي كذب ، والعافية والعاقبة وغير ذلك.
(إِلَّا قَلِيلاً) استثناء من الهاء والميم في (مِنْهُمْ).
(وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا : إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ) : من تتعلق بأخذنا ، كما في قوله: (لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) معناه : أخذنا ميثاقا من بني إسرائيل اليهود.
البلاغة :
(وَبَعَثْنا مِنْهُمُ) فيه التفات عن الغيبة : «وبعث» إلى المتكلم ، اعتناء بشأنه.