لا أحد يملك ذلك ، ولو كان المسيح إلها لقدر عليه. ويهلك : يميت ويعدم (فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) سكون وهدوء من الرسل ، أي انقطاع الوحي وعدم ظهور الرسل مدة من الزمن.
سبب نزول
الآية (١٨) :
(وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى ..) : روى ابن إسحاق وابن جرير الطبري وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابن أبيّ ، ونعمان بن قصي ، وبحريّ بن عمرو ، وشاس بن عدي من اليهود ، فكلموه وكلمهم ، ودعاهم إلى الله ، وحذرهم نقمته ، فقالوا : ما تخوّفنا يا محمد؟ نحن والله أبناء الله وأحباؤه ، كقول النصارى ، فأنزل الله عزوجل فيهم : (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى : نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) إلى آخر الآية(١).
سبب نزول الآية (١٩) :
(يا أَهْلَ الْكِتابِ) : روى ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يهود إلى الإسلام ، فرغّبهم فيه وحذّرهم ، فأبوا عليه ، فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب : يا معشر يهود ، اتقوا الله ، فو الله لتعلمن أنه رسول الله ، لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته ، فقال رافع بن حريمة ووهب بن يهودا : إنا ما قلنا لكم هذا ، وما أنزل من كتاب من بعد موسى ، ولا أرسل الله بشيرا ولا نذيرا بعده ، فأنزل الله الآية (٢).
المناسبة :
بعد أن أقام الله الحجة على أهل الكتاب عامة ، وأوضح أنهم مقصرون
__________________
(١) تفسير الطبري : ٦ / ١٠٥ ، تفسير القرطبي : ٦ / ١٢٠
(٢) الطبري ، المرجع السابق : ٦ / ١٠٧