كل هذه الأدلة تدل على أن توزيع الخمس مفوض للإمام ، وأن بيان المصارف في الآية بيان المصرف والمحل ، لا بيان الاستحقاق والملك ، كما ذكر القرطبي ؛ إذ لو كان استحقاقا وملكا ، لما جعله رسول الله أحيانا في غيرهم.
٣ ـ اليتامى : وهم أطفال المسلمين الذي هلك آباؤهم.
٤ ـ المساكين : وهم أهل الحاجة من المسلمين.
٥ ـ ابن السبيل : وهو المجتاز سفرا قد انقطع به.
ثم قال تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ ...) أي امتثلوا ما شرعنا لكم من الخمس في الغنائم إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وما أنزل على رسوله ، أو اعلموا أن ما غنمتم من شيء ، فخمس الغنيمة مصروف إلى هذه الأصناف الخمسة ، فاقطعوا عنه أطماعكم ، واقنعوا بالأخماس الأربعة إن كنتم صدقتم بالله وبما أنزله على رسوله ، يوم بدر : يوم الفرقان الذي فرقنا فيه بين الحق والباطل ، فنصرنا المؤمنين على الكافرين ، وذلك يوم التقى الجمعان ، أي الفريقان من المسلمين والكافرين ، لسبع عشرة خلت من رمضان ، وهو أول قتال شهده الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والله على ذلك وغيره قدير ، يقدر على نصركم وأنتم قلّة ، ولا يمتنع عليه شيء أراده ، وينجز وعده لرسوله.
والمراد من الآية التحذير من تجاوز حدود الله في أي وقت ، وليس المراد أخذ العلم فقط ، بل العلم المقترن بالعمل والاعتقاد ، والإيمان بالله والرسول والمنزل عليه واليوم الآخر من دواعي العلم بأن لله حق التصرف في الأشياء ، وله تفويض القسمة إلى رسوله ، يقسم الخمس بين هذه الأصناف ؛ لأن النصر من عند الله ، وهو الذي أمدكم بالملائكة. وجواب الشرط دل عليه المذكور وهو : فاعملوا وانقادوا وسلّموا لأمر الله فيما أعلمكم به من القسمة ، وقد عدل عن (اعلموا) لأن