المراد هو العمل ، وليس العلم والاعتقاد ، فقوله : (وَاعْلَمُوا) يتضمن الأمر بالانقياد والتسليم لأمر الله في الغنائم.
فقه الحياة أو الأحكام :
الآية خطاب للمسلمين من غير خلاف ، لا مدخل فيه للكفار ولا للنساء ، خوطب به المقاتلون من المسلمين.
وقد أرشدت الآية إلى أن خمس الغنيمة يصرف لخمسة أصناف ، ودلت دلالة ضمنية على أن الأربعة الأخماس الباقية ملك للغانمين ، فذلك مفهوم من السكوت عن الأربعة الأخماس ، فتقسم بين الغانمين (١).
وأرشدت الآية أيضا إلى أنه : إن كنتم آمنتم بالله ، فاحكموا بهذه القسمة ، وهو يدل على أنه متى لم يحصل الحكم بهذه القسمة ، لم يحصل الإيمان بالله. وفي الآية تسمية يوم بدر بيوم الفرقان.
وهذه الآية مبيّنة لإجمال أول سورة الأنفال ، وقد ادعى ابن عبد البر الإجماع على أن هذه الآية نزلت بعد قوله : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) وأن أربعة أخماس الغنيمة مقسومة على الغانمين.
وجمهور العلماء على أن هذه الآية مخصوصة بأمور ثلاثة هي : أن سلب المقتول لقاتله إذا نادى به الإمام ، أي أعلن عنه قبل المعركة ، وكذلك الأسارى ، الاختيار فيهم إلى الإمام بلا خلاف ، وكذلك الأرض غير داخلة في عموم هذه الآية في رأي الجمهور ؛ لما روى أبو داود عن عمر بن الخطاب رضياللهعنه أنه قال : «لو لا آخر الناس ، ما فتحت قرية إلا قسمتها ، كما قسم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خيبر». وأما الذي يقسم فهو المنقول الذي ينقل من موضع إلى آخر.
__________________
(١) أحكام القرآن للجصاص : ٣ / ٥١