أو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. (شَيْئاً) بترك نصره ، فإن الله ناصر دينه. (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) مقتدر ، ومنه نصر دينه ونبيه.
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ) إن لم تنصروا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. (إِذْ) حين. (أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من مكة ، أي ألجؤوه إلى الخروج ، لما أرادوا قتله أو حبسه أو نفيه ، بدار الندوة. (ثانِيَ اثْنَيْنِ) أحد اثنين ، والآخر أبو بكر ، والمعنى : نصره الله في مثل تلك الحالة ، فلا يخذله في غيرها. (الْغارِ) غار جبل ثور ، والغار : النقب أو الفتحة في الجبل. (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ) أبي بكر الذي قال للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما رأى أقدام المشركين : لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا. (لا تَحْزَنْ) المراد بالنهي عن الحزن مجاهدة النفس وتوطينها على عدم الاستسلام له. (إِنَّ اللهَ مَعَنا) بنصره وتأييده. (سَكِينَتَهُ) طمأنينته. (عَلَيْهِ) الضمير يعود على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقيل : على أبي بكر. (وَأَيَّدَهُ) أي النبي. (بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) ملائكة في الغار ، وفي مواطن قتاله. (كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي دعوة الشرك والكفر. (السُّفْلى) المغلوبة. (وَكَلِمَةُ اللهِ) أي كلمة التوحيد أو الشهادة بتوحيد الإله. (هِيَ الْعُلْيا) الغالبة. (وَاللهُ عَزِيزٌ) في ملكه. (حَكِيمٌ) في صنعه.
سبب النزول :
نزول الآية (٣٨):
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أخرج ابن جرير عن مجاهد في هذه الآية قال : هذا حين أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح وحنين في الصيف حين طابت الثمار ، واشتهوا الظلال ، وشق عليهم المخرج ، فأنزل الله هذه الآية.
نزول الآية (٣٩) (إِلَّا تَنْفِرُوا) :
أخرج ابن أبي حاتم عن نجدة بن نفيع قال : سألت ابن عباس عن هذه الآية ، فقال: استنفر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحياء من العرب ، فتثاقلوا عنه ، فأنزل الله : (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) فأمسك عليهم المطر ، فكان عذابهم.
والخلاصة : لا خلاف أن هذه الآيات نزلت عتابا على تخلّف من تخلّف عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في غزوة تبوك ، سنة تسع من الهجرة بعد الفتح بعام.