ورسوله ، وماتوا عليه. وهذا نص في الامتناع من الصلاة على الكفار ، وهو حكم عام في كل من عرف نفاقه ، وإن كان سبب نزول الآية في عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين. ومعنى الآية : ولا تصل أيها النبي على أحد من المنافقين سيموت في المستقبل ، ولا تقم على قبره حين دفنه أو لزيارته ، داعيا له ومستغفرا ، ويجوز أن يراد بالقبر : الدفن ، ويكون المعنى : لا تتول دفنه.
ثم بين الله تعالى سبب النهي عن الصلاة والقيام على القبر للدعاء بقوله : (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ...) أي لأنهم كفروا بوجود الله وتوحيده وأنكروا بعثة نبيه ؛ لأن الصلاة على الميت استشفاع له ، والقيام على قبره احتفال بالميت وإكرام له ، وليس الكافر من أهل الاحترام والإكرام.
وماتوا وهم فاسقون أي إنهم ماتوا والحال أنهم خارجون من دين الإسلام ، متمردون على أحكامه ، متجاوزون حدوده وأوامره ونواهيه.
ثم نهى الله رسوله عن استحسان بعض مظاهر المنافقين ، فقال : (وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ ...) أي لا تستحسن ما أنعمنا به عليهم من الأموال والأولاد ، فلا يريد الله بهم الخير ، إنما يريد أن يعذبهم بها في الدنيا بالمصائب ، وتخرج أرواحهم ويموتوا على الكفر وهم مشغولون بالتمتع بها عن النظر في عواقب الأمور.
وقد سبق ذكر هذه الآية في هذه السورة رقم (٥٥) مع تفاوت في بعض الألفاظ : فلا تعجبك ولا تعجبك. أموالهم ولا أولادهم أموالهم وأولادهم ، ليعذبهم أن يعذبهم ، في الحياة الدنيا في الدنيا ، ويفهم من اللفظ السابق : (وَلا أَوْلادُهُمْ) أن إعجابهم بأولادهم كان أكثر من إعجابهم بأموالهم ، وأما هنا رقم [٨٥] فلا تفاوت بين الأمرين. وفائدة التكرار التأكيد والتحذير من الاشتغال بالأموال والأولاد ، مرة بعد أخرى ، بسبب شدة تعلق النفوس بها ، حتى