يا رسول الله؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
والنصيحة لله وللرسول : إخلاص الإيمان بهما وطاعتهما والحب والبغض فيهما ، والنصيحة لكتابه : تلاوته وتدبر معانيه والعمل بما فيه ، والنصيحة لأئمة المسلمين : مؤازرتهم وترك الخروج عليهم ، وإرشادهم إن أخطئوا ، والنصيحة لعامة المسلمين : إرشادهم إلى طريق الحق ، والعمل على تقويتهم. والنصح : إخلاص العمل من الغش.
والضعفاء : كل من لا قدرة لهم على القتال كالشيوخ والعجزة والنساء والصبيان.
والمرضى : من طرأ لهم مرض مزمن أو مؤقت لا يتمكنون معه من الجهاد ، كالزمنى والعمي والعرج ، والمحمومين.
والفقراء : الذين عدموا النفقة على أنفسهم في أثناء الجهاد ، وعلى عيالهم.
(ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) أي ليس عليهم جناح ولا مؤاخذة ، ولا إلى معاتبتهم طريق ، ولا إثم عليهم بسبب القعود عن الجهاد.
وهذا نص عام يشمل كل من أحسن عملا من أعمال البر والخير ، وهو أصل معتبر في الشريعة ، في تقرير أن الأصل براءة الذمة أو البراءة الأصلية ، وعدم مطالبة الغير له في نفسه وماله ، فالأصل في نفسه حرمة القتل ، والأصل في ماله حرمة الأخذ إلا لدليل ثابت ، والأصل عدم مطالبته بشيء من التكاليف إلا بدليل مستقل.
فما دام هؤلاء المعذرون عذرا شرعيا ناصحين لله ورسوله ، مخلصين أعمالهم لله ، فلا مؤاخذة عليهم.
والله غفور ، كثير المغفرة لهم ولأمثالهم ، رحيم بهم ، فلا يكلفهم ما لا طاقة