لهم به. أما العصاة والمنافقون فلا يغفر لهم إلا إذا تابوا وأقلعوا عن العصيان والنفاق الذي كان سببا في الإثم.
وكذلك لا حرج ولا إثم على من استعد للقتال بنفسه ، ولكنه لا يجد مركبا أو نفقة ينفقها في أثناء الجهاد على نفسه وعياله ، بسبب فقره ، ومن أخصهم أولئك النفر من الأنصار البكاؤون ، أو من بني مقرن من مزينة الذين جاؤوا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ليحملهم على الرواحل ، أو ليمدهم بالزاد والماء والنفقة في غزوهم ، فيخرجوا معه ، فلم يجد ما يحملهم عليه ، فانصرفوا من مجلسه ، وهم يبكون بكاء شديدا بسبب حزنهم على ما فاتهم من شرف المشاركة في الجهاد ، وبسبب فقدهم النفقة التي تساعدهم على الجهاد.
والتعبير بقوله : (لِتَحْمِلَهُمْ) يفيد عموم سائر وسائل النقل والحرب والقتال القديمة والحديثة. قال ابن عباس : سألوه أن يحملهم على الدواب.
قال محمد بن إسحاق في سياق غزوة تبوك : ثم إن رجالا من المسلمين أتوا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهم البكاؤون ، وهم سبعة نفر من الأنصار وغيرهم من بني عمرو بن عوف : سالم بن عمير ، وعلي بن زيد أخو بنى حارثة ، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب أخو بني مازن بن النجار ، وعمرو بن الحمام بن الجموح أخو بني سلمة ، وعبد الله بن المغفل المزني. وبعض الناس يقول : بل هو عبد الله بن عمرو المزني ، وحرمي بن عبد الله أخو بني واقف ، وعياض بن سارية الفزاري ، فاستحملوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانوا أهل حاجة ، فقال : (لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ، تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ).
وروى ابن أبي حاتم عن الحسن البصري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لقد خلفتم بالمدينة أقواما ، ما أنفقتم من نفقة ، ولا قطعتم واديا ، ولا نلتم من عدو نيلا