وأخرج ابن سعد في الطبقات عن أبي مالك قال : كان نساء النبي صلىاللهعليهوسلم يخرجن بالليل لحاجتهن ، وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن ، فيؤذين ، فشكوا ذلك ، فقيل للمنافقين ، فقالوا : إنما نفعله بالإماء ، فنزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ، ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ).
المناسبة :
بعد بيان أن من يؤذي مؤمنا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ، منعا وزجرا للمكلف من إيذاء المؤمن ، أمر الله تعالى المؤمن باجتناب المواضع التي فيها التهم التي قد تؤدى إلى الإيذاء ، بالتستر وإرخاء الجلباب ، خلافا لما كان عليه الحال في الجاهلية من خروج النساء مكشوفات يتبعهن الزناة.
التفسير والبيان :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) أي يطلب الله من رسوله صلىاللهعليهوسلم أن يأمر النساء المؤمنات وبخاصة أزواجه وبناته إذا خرجن من بيوتهن بأن يسدلن ويغطين من جلابيبهن ليتميزن عن الإماء. والجلباب : الرداء فوق الخمار. وهناك روايات في كيفية هذا التستر.
ـ قال ابن عباس : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطّين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عينا واحدة.
ـ وقال محمد بن سيرين فيما رواه ابن جرير عنه : سألت عبيدة السّلماني عن قول الله عزوجل : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) فغطّى وجهه ورأسه ، وأبرز عينه اليسرى.