من يواليهم ويكون لهم مغيثا ومعينا ينقذهم مما هم فيه ، ولا من ينصرهم ويخلصهم منه. والمقصود أنه لا شفيع لهم يدفع عنهم العذاب.
ثم ذكر وصف حال العذاب فقال :
(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ : يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) أي إنهم يسحبون في النار على وجوههم ، وتلوى وجوههم على جهنم ، ويتقلبون فيها من جهة إلى أخرى كاللحم يشوى في النار ، وحينئذ يقولون ويتمنون : يا ليتنا لو كنا في الدار الدنيا ممن أطاعوا الله وأطاعوا الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وآمنوا بما جاء به ، لينجوا من العذاب كما نجا المؤمنون ، كما قال تعالى في آية أخرى : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ : يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) [الفرقان ٢٥ / ٢٧] وقال أيضا مخبرا عنهم : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) [الحجر ١٥ / ٢].
ثم اعتذروا بالتقليد ، فقال الله تعالى واصفا ذلك :
(وَقالُوا : رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا ، فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) أي وقال الكافرون حينئذ وهم في عذاب جهنم : يا ربنا إنا أطعنا في الشرك والكفر رؤساءنا وقادتنا وعلماءنا ، وخالفنا الرسل ، واعتقدنا أنهم محقون فيما يقولون ، فأخطؤوا بنا سواء الطريق ، وأضلونا عن طريق الهدى بما زينوا لنا من الكفر بالله ورسوله ، وعدم الإقرار بالوحدانية ، وإخلاص الطاعة لله تعالى.
ثم صوّر تعالى ما يغلي في نفوسهم من الحقد الذي أدى بهم إلى طلب التشفي من القادة والأمراء والأشراف فقال :
(رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) أي يا ربنا عذّبهم مثل عذابنا مرتين : عذاب الكفر ، وعذاب الإضلال والإغواء إيانا ، وأبعدهم عن