وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (٥) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦))
الإعراب :
(لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ عالِمِ) بالجر : نعت لقوله تعالى : (وَرَبِّي) أو بدل منه ، ويقرأ بالرفع على أنه مبتدأ ، وخبره : (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ) أو خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو عالم الغيب. (وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ ..) مرفوعان بالابتداء.
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ ..) اللام تتعلق بقوله : (لا يَعْزُبُ). و (أَلِيمٌ) بالجر والرفع صفة لرجز أو عذاب.
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) إما معطوف على (لِيَجْزِيَ) أو مستأنف.
(هُوَ الْحَقَ) مفعول ثان ل (يَرَى) وهو : ضمير فصل ، ومن قرأ بالرفع جعل (هُوَ) مبتدأ ، و (الْحَقَ) خبره ، والجملة ثاني مفعولي (يَرَى).
البلاغة :
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) و (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ) بينهما ما يسمى بالمقابلة ، فالمغفرة والرزق الكريم جزاء المحسنين ، والعذاب والرجز الأليم جزاء المجرمين.
المفردات اللغوية :
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا : لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) القيامة والبعث ، وهذا منهم إنكار لمجيئها ، أو استبطاء استهزاء بالوعد به (قُلْ : بَلى) رد لكلامهم وإثبات لما نفوه (١)(وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ
__________________
(١) «بلى» : لها موضعان : الأول ـ أن تكون ردّا لنفي يقع قبلها ، خبرا كان أو نهيا ، فينتفي بها ما قبلها من النفي وتحققه ، كما هنا. والثاني ـ أن تقع جوابا لاستفهام دخل على نفي تحققه ، فيصير معناها التصديق لما قبلها ، مثل : ألم أكن صديقك؟ فيقول الرادّ : بلى ، إذا