الإعراب :
(ما ذا قالَ رَبُّكُمْ ما) في موضع نصب ب (قالَ) وذا : زائدة.
(قالُوا الْحَقَ الْحَقَ) : منصوب ب (قالُوا) أيضا ، ليكون الجواب على وفق السؤال.
البلاغة :
(قُلِ : ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) تعجيز بدعاء الجماد الذي لا يسمع.
المفردات اللغوية :
(قُلِ) أيها الرسول للمشركين في مكة وغيرها ، وهو أمر للنبي صلىاللهعليهوسلم بأن يقول لكفار قريش : هؤلاء الأصنام الذين زعمتموهم آلهة من دون الله ، ادعوهم ليكشفوا عنكم الضرّ الذي نزل بكم في سنين الجوع. (ادْعُوا) نادوا. (زَعَمْتُمْ) زعمتموهم آلهة. (مِنْ دُونِ اللهِ) غيره ، لينفعوكم بزعمكم. ثم أجاب تعالى عنهم إشعارا بتعين الجواب دون مكابرة : وهو (لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) أي لا يملكون وزن ذرة من خير أو شر.
(وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ) أي ليس لتلك الآلهة المزعومة من شركة ، لا خلقا ولا ملكا. (وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) أي ليس له تعالى من الآلهة من معين يعينه على تدبير أمرهما. (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ) تعالى ، فلا تنفعهم شفاعة آلهتهم كما يزعمون ، وهو رد لقولهم : إن آلهتهم تشفع عنده. (إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) أذن له أن يشفع. (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) كشف عنها الفزع بالإذن فيها ، والفزع : انقباض بسبب الخوف. (قالُوا) قال بعضهم لبعض استبشارا (ما ذا قالَ رَبُّكُمْ)؟ في الشفاعة. (قالُوا : الْحَقَ) قالوا : قال القول الحق ، وهو الإذن بالشفاعة لمن ارتضى ، وهم المؤمنون. (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) ذو العلو فوق خلقه بالقهر ، وذو الكبرياء العظيم ، ليس لملك ولا نبي أن يتكلم ذلك اليوم إلا بإذنه.
المناسبة :
بعد بيان حال الشاكرين كداود وسليمان ، وحال الكافرين كسبا وما فعله بهم حين بطروا النعمة وكذبوا الرسل ، عاد الله تعالى إلى خطاب المشركين ومناقشتهم ومطالبتهم على سبيل التهكم بهم بأن يستعينوا بآلهتهم المزعومة ليكشفوا