(وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ، فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا ، وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ) أي وليست كثرة أموالكم وأولادكم هي دليل محبتنا لكم ورضائنا عنكم ، ولا هي مما تقربكم إلى رحمتنا وفضلنا ، فإنما أموالكم وأولادكم فتنة واختبار لنعلم من يستعملها في طاعة الله ، ممن يعصي الله فيها.
لكن من آمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر ، وعمل صالح الأعمال ، فأدى الفرائض ، واستعمل أمواله في طاعة الله ، فإن إيمانه وعمله يقربانه لدينا ، ويكون مرضيا عندنا ، وهؤلاء لهم الجزاء المضاعف للحسنات ، نجازيهم الحسنة بعشر أمثالها فأكثر إلى سبع مائة ضعف ، وهم آمنون من كل مكروه في غرفات الجنان.
روى الإمام أحمد ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة رضياللهعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».
وروى ابن أبي حاتم عن علي رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن في الجنة لغرفا ترى ظهورها من بطونها ، وبطونها من ظهورها ، فقال أعرابي : لمن هي؟ قال صلىاللهعليهوسلم : لمن طيّب الكلام ، وأطعم الطعام ، وأدام الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام».
ثم هدد الله تعالى الكافرين ، وأبان حال المسيئين ، فقال :
(وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ ، أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ) أي إن الذين يحاولون رد آياتنا في القرآن ، والطعن فيها ، لإبطالها ، ويسعون في الصد عن سبيل الله ، واتباع رسله ، والتصديق بآياته ، زاعمين أنهم يفوتوننا ،