وأننا لا نقدر عليهم ، فأولئك جميعهم مجزيون بأعمالهم ، تحضرهم الزبانية إلى عذاب جهنم ، ولا يجدون عنها محيصا أو مهربا.
ثم أبان الله تعالى ما يريح الخلائق جميعا في مسألة الرزق ، وأنه وحده هو المصدر ، فقال:
(قُلْ : إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ) أي قل أيها الرسول لهم: إن ربي وحده هو الذي يوسع الرزق على من يريد من عباده ، وهو الذي يضيقه على من يشاء ، بحسب ما له في ذلك من الحكمة التي لا يدركها غيره.
(وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ، وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) أي إن عطاء الله متجدد دائم ، فكل ما تنفقونه في فعل الخيرات التي أمر الله بها في كتابه وبيّنها رسوله صلىاللهعليهوسلم ، فهو يعوضه عليكم بالبدل في الدنيا أو بالجزاء والثواب في الآخرة ، والله هو الرازق في الحقيقة ، وما العباد إلا وسائط وأسباب. وفي هذا تزهيد في الدنيا وترغيب في الإنفاق في الخير.
جاء في الحديث القدسي عند مسلم : «يقول الله تعالى : أنفق أنفق عليك» وروى الشيخان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا». وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنفق بلالا ، ولا تخش من ذي العرش إقلالا».
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ إن الاغترار بالأموال والأولاد ظاهرة عامة في البشر ، وهي في الغالب سبب للإعراض عن دعوة الرسل ، فلم يرسل الله نبيا ولا رسولا إلا قال مترفوها