أي أغنياؤها ورؤساؤها وجبابرتها وقادة الشر للرسل والأنبياء : نحن كافرون بما أرسلتم به.
وقالوا أيضا : لقد فضلنا عليكم بالأموال والأولاد ، ولو لم يكن ربكم راضيا بما نحن عليه من الدّين والفضل لم يعطنا ذلك ، ولسنا نحن بمعذبين في الآخرة إن وجدت كما تقولون ؛ لأن من أحسن إليه فلا يعذبه.
٢ ـ رد الله عليهم قولهم بأن الله هو الذي يفاضل بين عباده في الأرزاق امتحانا لهم ، فلا يدل شيء من ذلك على ما في العواقب ، فسعة الرزق في الدنيا لا تدل على سعادة الآخرة ، فلا تظنوا أن أموالكم وأولادكم تغني عنكم غدا شيئا ، والرزق في الدنيا لا تدل سعته وضيقه على حال المحق والمبطل ، فكم من موسر شقي ومعسر تقي.
ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذا ؛ لأنهم لا يتأملون.
٣ ـ أكد الله تعالى جوابه بأن الأموال والأولاد لا تقرب شيئا إلى الله ، أما الذي يقرب إليه فهو الإيمان والعمل الصالح ، فمن آمن وعمل صالحا فلن يضره ماله وولده في الدنيا.
وأولئك المؤمنون الصالحون لهم الجزاء المضاعف للحسنات في الآخرة ، كما قال سبحانه: (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [الأنعام ٦ / ١٦٠] وهم الآمنون من كل مكروه في غرفات الجنة ، آمنون من العذاب والموت والأسقام ، وهذا إشارة إلى دوام النعيم وتأبيده ، فإن من تنقطع عنه النعمة ، لا يكون آمنا.
وقد استدل بعضهم بهذه الآية في تفضيل الغنى على الفقر ، قال محمد بن كعب : إن المؤمن إذا كان غنيا آتاه الله أجره مرتين بهذه الآية.
٤ ـ أما الكافرون الصادون عن سبيل الله واتباع رسله ، الساعون في إبطال