فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ هذه صورة كئيبة محزنة من أحوال الكفار في وقت اضطرارهم إلى معرفة الحق ، فتراهم في أسوأ حال وأعجبه حين يستبد بهم الفزع والخوف ويتملكهم عند نزول بأس الله تعالى بهم ، ومعاينة العذاب والعقاب يوم القيامة ، حيث لا مفر ولا مهرب ولا نجاة لهم ، وأخذوا من حيث كانوا في موقف الحساب إلى النار ، فهم من الله قريب لا يعزبون عنه ولا يفوتونه.
٢ ـ في هذه الحالة الرهيبة يعلنون الإيمان بالقرآن والنبي صلىاللهعليهوسلم ، والبعث ، ولكن كيف لهم تعاطي الإيمان وتناوله في الآخرة ، وقد كفروا في الدنيا؟!
٣ ـ إنهم كفروا بالله عزوجل وبالقرآن وبمحمد صلىاللهعليهوسلم في الدنيا ، ويرجمون بالظن ، ويتكلمون بالأوهام كحال من يرمي شيئا لا يراه من مكان بعيد ، فلا يصيبه ، فيقولون : لا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار ، رجما منهم بالظن ، ويقولون في القرآن : سحر ، وشعر ، وأساطير الأولين ، ويقولون في محمد صلىاللهعليهوسلم : ساحر ، شاعر ، كاهن ، مجنون.
٤ ـ والنهاية المحتومة : الحيلولة بينهم وبين النجاة من العذاب ، ومن الرجوع إلى الدنيا ، ومما يشتهون في الدنيا من أموالهم وأهليهم. وذلك المصير مشابه لمصير أمثالهم ممن مضى من القرون السالفة الكافرة ، إنهم جميعا استحقوا العذاب ؛ لأنهم كانوا في شك ممعن في الريبة في أمر الرسل والبعث والجنة والنار ، بل وفي الدين كله والتوحيد.