١ ـ إمكان حدوث البعث ؛ لأن الله قادر على كل شيء ، ومن مظاهر قدرته الدالة على ذلك بنحو حسي مباشر : إحياء الأرض بالمطر بعد يبسها وذهاب ما فيها من زروع ونباتات ، واكتسائها بالخضرة والمروج ، والنبات ، والثمار المختلفة الألوان والأنواع والطعوم.
فكما حدث من تبدل من موت إلى حياة كذلك يحدث إحياء المخلوقات ، فمثل إحياء الأرض الموات نشر الأموات ، وإعادة الحياة لهم بعد الموت.
٢ ـ إن الاعتزاز بالكفر والمال والأولاد والجاه والسمعة والنفوذ سراب خادع ، فإن من كان يريد العزة التي لا ذلة فيها في الدنيا والآخرة ، فعليه بطاعة الله عزوجل وعبادته وحده دون شريك ؛ لأن الله تعالى مصدر العزة ، وهو سبحانه يعز من يشاء في الدنيا والآخرة ، ويذلّ من يشاء ، قال صلىاللهعليهوسلم مفسّرا لقوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) : «من أراد عزّ الدارين ، فليطع العزيز».
وعليه ، من كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر ، ويدخل في دار العزة ـ ولله العزة ـ فليقصد بالعزة الله سبحانه والاعتزاز به ، فإنه من اعتز بالعبد أذله الله ، ومن اعتز بالله أعزه الله.
٣ ـ الكلم الطيب من توحيد الله وذكره ودعائه وتلاوة كتابه ونحو ذلك هو الذي يقبله الله عزوجل ، والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب كما قال ابن عباس وغيره ، كما أن الكلم الطيب لا يقبل إلا مع العمل الصالح. وصلاح العمل : الإخلاص فيه ، جاء في الحديث : «لا يقبل الله قولا إلا بعمل ، ولا يقبل قولا وعملا إلا بنية ، ولا يقبل قولا وعملا ونية إلا بإصابة السنة»(١).
__________________
(١) رواه الطبراني عن ابن عمر بلفظ : «لا يقبل إيمان بلا عمل ، ولا عمل بلا إيمان».