السموات والأرض واضطرابها ، وانتقالها من أماكنها ، وهذا يشير إلى نظام الجاذبية ، وأن الأرض كرة تسبح في الفضاء ، كغيرها من الشمس والقمر والكواكب الأخرى السيارة التي تجري في مدارات خاصة بها ، كما قال عزوجل : (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [فاطر ٣٥ / ٤١] وقال سبحانه : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) [الروم ٣٠ / ٢٥].
(وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) أي لو قدّر إشرافهما على الزوال ، لا يقدر أحد غيره تعالى على إمساكهما ، ولا يقدر على دوامهما وإبقائهما إلا هو ، وهو مع ذلك حليم غفور ، يمهل عقاب المشركين ، ويغفر لمن تاب منهم ما أجرم في الماضي ، فهو يحلم فيؤخّر ويؤجّل ، ولا يعجّل ، ويستر آخرين ويغفر ، ويظل ممسكا السموات والأرض ، بالرغم من أنه يرى عباده ، وهم يكفرون به ويعصونه.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ يتحدى الله تعالى المشركين في عبادتهم الأصنام والأنداد ، ويطالبهم أن يخبروا عن شركائهم الذين يعبدونهم من دون الله ، أعبدوهم ؛ لأن لهم شركة في خلق السموات والأرض ، أم خلقوا من الأرض شيئا؟! أم عندهم كتاب أنزله إليهم بالشركة؟!
وقوله (شُرَكاءَكُمُ) : إنما أضاف الشركاء إليهم ، من حيث إن الأصنام في الحقيقة لم تكن شركاء لله ، وإنما هم جعلوها شركاء ، فقال : (شُرَكاءَكُمُ) أي الشركاء بجعلكم. ويحتمل أن يقال : شركاءكم في النار ، لقوله تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) [الأنبياء ٢١ / ٩٨] قال الرازي : وهو قريب ، ويحتمل أن يقال : هو بعيد ، لاتفاق المفسرين على الأول.