(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ : سَلامٌ ، وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) تحيتهم من الله تعالى بواسطة ملائكته يوم لقائه في الآخرة هو السلام ، كما قال تعالى : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [يس ٣٦ / ٥٨] وقال عزوجل : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد ١٣ / ٢٣ ـ ٢٤].
وهيّأ لهم ثوابا حسنا في الآخرة وهو الجنة وما فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والملاذّ والمناظر ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ الحض على ذكر الله وشكره على نعمه ، وتسبيحه في معظم الأحوال بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ، دون تقدير بقدر معين أو تحديد بحد ، ليسهل الأمر على العبد ، وليعظم الأجر فيه. روى أحمد وأبو يعلى وغيرهما عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «أكثروا ذكر الله حتى يقولوا : مجنون».
٢ ـ إسباغ الرحمة الإلهية على المؤمنين وتسخير الملائكة للاستغفار لهم ، بقصد هدايتهم وإخراجهم من ظلمة الكفر والجهل إلى نور الهدى واليقين. والصلاة من الله على العبد : هي رحمته له وبركته لديه ، وصلاة الملائكة : دعاؤهم للمؤمنين واستغفارهم لهم ، كما قال تعالى : (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) [غافر ٤٠ / ٧].
قال ابن عباس : لما نزل (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) [الأحزاب ٣٣ / ٥٦] قال المهاجرون والأنصار : هذا لك يا رسول الله خاصّة ، وليس لنا فيه شيء ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، أي (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ..).