وقد كان سبب نزول أدب الطعام والجلوس وليمة النبي صلىاللهعليهوسلم عند زواجه بزينب ، وسبب نزول الحجاب بسبب القعود في بيت زينب.
المناسبة :
بعد بيان حال النبي صلىاللهعليهوسلم مع أمته بأنه المبشر المنذر الداعي إلى الله تعالى ، أبان الله تعالى حال المؤمنين مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، فكما أن دخولهم الدين كان بدعوته ، كذلك لا يكون دخول بيته إلا بدعوته ، إرشادا إلى الأدب معه واحترامه وتوفير راحته في بيته ، ثم تعظيمه بين الناس بالأمر بعد هذه الآيات بالصلاة والسلام عليه.
ولا يقتصر الأدب معه على الدخول إلى بيته ، بل يشمل الخروج منه بعد انتهاء الحاجة من استفتاء أو تناول طعام ، فذلك حق وأدب ، ثم ذكر الله أدبا آخر ، وهو طلب شيء من الحوائج من نساء النبي صلىاللهعليهوسلم مع وجود حجاب أو ستر أو حائل. ومناسبة هذا لما قبله أنه لما منع الله الناس من دخول بيوت النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان في ذلك تعذر الوصول إلى استعارة بعض الحوائج ، بيّن أن ذلك غير ممنوع منه ، وإنما يجب أن يكون السؤال والطلب من وراء حجاب.
التفسير والبيان :
تضمنت هذه الآيات آدابا عامة في الدخول إلى البيوت والخروج منها ، والحجاب وعدم الاختلاط وتحريم إيذاء النبي صلىاللهعليهوسلم وزواج نسائه من بعده.
وهي مما وافق الوحي فيها وتنزيلها قول عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، كما ثبت في الصحيحين عنه أنه قال : وافقت ربي عزوجل في ثلاث ، قلت : يا رسول الله ، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى ، فأنزل الله : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة ٢ / ١٢٥]. وقلت : يا رسول الله ، إن نساءك يدخل