«من سنّ في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».
٣ ـ نهى الله تعالى عن التشبه بقوم تركوا أمر الله ـ والنهي يقتضي التحريم ـ حتى نسوا أنفسهم أن يعملوا لها خيرا ، فكانوا هم الفاسقين ، أي الذين خرجوا عن طاعة الله تعالى.
روى أبو القاسم الطبراني عن نعيم بن نمحة قال : كان في خطبة أبي بكر الصديق رضياللهعنه : أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم ، فمن استطاع أن يقضي الأجل ، وهو في عمل الله عزوجل ، فليفعل ، ولن تنالوا ذلك إلا بالله عزوجل ، إن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم ، فنهاكم الله عزوجل أن تكونوا أمثالهم : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ ، فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ).
أين من تعرفون من إخوانكم؟ قدموا على ما قدّموا في أيام سلفهم ، وخلوا بالشّقوة والسعادة ، أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن ، وحصّنوها بالحوائط؟ قد صاروا تحت الصخر والآبار ، هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه ، فاستضيئوا منه ليوم ظلمة ، واستضيئوا بسنائه وبيانه.
إن الله تعالى أثنى على زكريا وأهل بيته ، فقال تعالى : (إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ ، وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً ، وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) لا خير في قول لا يراد به وجه الله ، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله ، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه ، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم (١).
٤ ـ هناك فرق واضح في حكم الله تعالى في الفضل والرتبة بين المؤمنين أهل
__________________
(١) قال ابن كثير : هذا إسناد جيد ، ورجاله كلهم ثقات (تفسير القرآن العظيم : ٤ / ٣٤٢).