الله ، كما فعل المنافقون ، إذ قالوا بسبب الشح بأموالهم : لا تنفقوا على من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ومن يشتغل بالمال والولد عن طاعة ربه ، فأولئك هم الخاسرون.
٣ ـ قوله تعالى : (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ ..) يدل على وجوب تعجيل أداء الزكاة ، ولا يجوز تأخيرها أصلا ، وكذلك سائر العبادات إذا تعين وقتها ، يجب أداؤها فورا.
والآية في العموم حث على الإنفاق الواجب خاصة ، دون النفل ، لأن الوعيد إنما يتعلق بالواجب دون النفل ، وذلك إما مطلقا ، وإما في طريق الجهاد ، قبل فوات الأوان ومجيء أمارات الموت حين لا تقبل التوبة ، ولا ينفع العمل ، فيسأل الإنسان التأخير في الأجل لتدارك ما فات. وتشمل الآية على العموم الحج عند الجمهور القائلين بأنه على الفور. ولا تشمله عند الشافعية القائلين بأنه على التراخي.
٤ ـ قال ابن عباس في آية : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي ..) : هذه الآية أشدّ على أهل التوحيد ، لأنه لا يتمنى الرجوع في الدنيا أو التأخير فيها أحد له عند الله خير في الآخرة. واستثنى العلماء الشهيد ، فإنه يتمنى الرجوع حتى يقتل ، لما يرى من الكرامة.
٥ ـ الله تعالى خبير بما يعمل العباد من خير وشر ، لا تخفى عليه خافية ، ويجازي كل امرئ بما عمل خيرا أو شرا.