(أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَ) الجملة جواب الشرط ، و (أَنْ يُبْدِلَهُ) : خبر (عَسى).
البلاغة :
(تُحَرِّمُ ما أَحَلَ) بينهما طباق ، وكذا بين (عَرَّفَ وَأَعْرَضَ) وبين (ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً).
(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ) التفات من الغيبة إلى الخطاب للمبالغة في العتاب.
(غَفُورٌ رَحِيمٌ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ظَهِيرٌ) صيغ مبالغة.
(وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ) عام بعد خاص ، ذكر الملائكة بعد جبريل أحدهم اعتناء بشأن الرسول صلىاللهعليهوسلم ومناصرته.
المفردات اللغوية :
(لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) لم تمنع نفسك من الحلال وهو العسل. (تَبْتَغِي) تطلب بالتحريم. (مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) رضاهن. (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) غفر لك هذا التحريم ، فإنه لا يجوز تحريم ما أحله الله ، رحيم بك حيث لم يؤاخذك به ، وعاتبك حفاظا على عصمتك.
(فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) شرع لكم تحليل الأيمان بالكفارة المذكورة في سورة المائدة [الآية ٨٩]. قال مقاتل : أعتق النبي صلىاللهعليهوسلم رقبة ، وقال الحسن : لم يكفّر ، لأنه صلىاللهعليهوسلم مغفور له. واحتج به من رأى التحريم يمينا ، مع احتمال أنه صلىاللهعليهوسلم أتى بلفظ اليمين ، كما قيل (وَهُوَ الْعَلِيمُ) بما يصلحكم. (الْحَكِيمُ) المتقن في أفعاله وأحكامه.
(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُ) أي واذكر إذ أسرّ إلى حفصة على المشهور (حَدِيثاً) هو تحريم العسل الذي كان يتناوله عند زينب بنت جحش ، وأيلولة الخلافة من بعده لأبي بكر وعمر رضياللهعنهما. (نَبَّأَتْ بِهِ) أخبرت حفصة عائشة بالحديث ، ظنا منها ألا حرج في ذلك. (وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ) أطلعه على المنبّأ به وعلى إفشائه. (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) عرف حفصة بعض ما فعلت وترك بعضه. (الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) العالم بكل شيء ، (الْخَبِيرُ) بما في السماء والأرض ، لا تخفى عليه خافية.
(إِنْ تَتُوبا) أي حفصة وعائشة ، وجواب الشرط محذوف تقديره : تقبلا. (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) مالت القلوب عما يجب للنّبي صلىاللهعليهوسلم عليهما من التوقير والتعظيم ، بحب ما يحبه ، وكراهية ما يكرهه. (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) تتظاهرا وتتعاونا على النّبي بما يسوؤه ويؤذيه أو يكرهه.