العباد عاملون والى ما هم صايرون فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم فلا يغرّنك حسن الطلب ممّن لا يخاف الفوت ثمّ تلا قوله تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ الآية وجعل يبكي ويقول ذهبت والله الاماني عند هذه الآية فاز والله الأبرار تدري من هم هُم الذين لا يؤذون الذرّ كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً الحديث وَالْعاقِبَةُ المحمودة لِلْمُتَّقِينَ من اتّقى ما لا يرضاه الله.
(٨٤) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ذاتاً وقدراً ووصفاً وقد مضى في هذه الآية حديث في آخر سورة الأنعام وفي نظيرها في آخر سورة النّمل وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ وضع فيه الظاهر موضع الضمير تهجينا لحالهم بتكرير اسناد السيّئة إليهم إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ مثل ما كانُوا يَعْمَلُونَ حذف المثل مبالغة في المماثلة.
(٨٥) إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ أيّ معاد.
القمّيّ عن السجّاد قال : يرجع إليكم نبيّكم وأمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام.
عن الباقر عليه السلام : انّه ذكر عنده جابر فقال رحم الله جابراً لقد بلغ من علمه انّه كان يعرف تأويل هذه الآية يعني الرّجعة قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ يعني به نفسه والمشركين.
(٨٦) وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ولكن ألقاه رحمة منه فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ قيل بمداراتهم والتحمّل عنهم والإجابة الى طلبتهم.
والقمّيّ قال المخاطبة للنبيّ صلّى الله عليه وآله والمعنى للنّاس.
(٨٧) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ الى عبادته وتوحيده وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
(٨٨) وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ.