يدعون سواه لعلمهم بأنّه لا يكشف الشدائد إلّا هو فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ (١) يُشْرِكُونَ فاجئوا المعاودة الى الشرك.
(٦٦) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ لكي يكونوا كافرين بشركهم نعمة النجاة وَلِيَتَمَتَّعُوا باجتماعهم على عبادة الأصنام وتوادّهم عليها وقرء بسكون اللّام فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ عاقبة ذلك حين يعاقبون.
(٦٧) أَوَلَمْ يَرَوْا يعني أهل مكّة أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً أي جعلنا بلدهم مصوناً عن النهب والتعدّي آمناً اهله عن القتل والسّبي وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ يختلسون قتلاً وسبياً إذ كانت العرب حوله في تغاور وتناهب أَفَبِالْباطِلِ بعد هذه النعمة الظاهرة وغيرها ممّا لا يقدر عليه إلّا الله بالصنم أو الشيطان يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ حيث أشركوا به غيره.
(٦٨) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً بأن زعم أنّ له شريكاً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ حين جاءه من غير تأمّل وتوقّف أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ
(٦٩) وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا في حقّنا يشمل جهاد الأعادي الظاهرة والباطنة لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا سبل السّير إلينا والوصول الى جنابنا.
وفي الحديث : من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ بالنصر والإعانة.
القمّيّ من جاهَدُوا فِينا أي صبروا وجاهدوا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا أي لنثبتنّهم.
وعن الباقر عليه السلام : هذه الآية لآل محمّد صلوات الله عليهم وأشياعهم.
وفي المعاني عنه عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم أنا المُحسن يقول الله عزّ وجلّ إِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.
__________________
(١) أي فلما خلّصهم إلى البر وآمنوا الهلاك عادوا إلى ما كانوا عليه من الإشراك معه في العبادة