(٦٠) وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ.
القمّيّ قال كانت العرب يقتلون أولادهم مخافة الجوع فقال الله اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وقيل لمّا أمروا بالهجرة قال بعضهم كيف نقدم بلدة ليس لنا فيها معيشة فنزلت.
وفي المجمع عن ابن عمر قال : خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله الى بعض حيطان الأنصار فأخذ يأكل تمراً وقال هذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاماً ولو شئت لدعوت ربّي فأعطاني مثل ما ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا بن عمر إذا بقيت مع قوم يخبئون رزق سنتهم لضعف اليقين فو الله ما برحنا حتّى نزلت هذه الآية وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ لقولكم وبضميركم.
(٦١) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك بالفطرة.
(٦٢) اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ لمن يبسط على التعاقب أو لمن يشاء لإبهامه إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ يعلم مصالحهم ومفاسدهم.
(٦٣) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ فيتناقضون حيث يقرّون بأنّه خالق كل شيء ثمّ انّهم يشركون به الأصنام.
(٦٤) وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ الّا كما يلهى ويلعب به الصبيان يجتمعون عليه ويتبهّجون به ساعة ثمّ يتفرّقون متعبين وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لهي دار الحياة الحقيقيّة لامتناع طريان الموت عليها وفي لفظة الحيوان من المبالغة ما ليست في لفظة الحياة لبناء فعلان على الحركة والاضطراب اللّازم للحياة لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ لم يؤثروا عليها الدنيا التي حياتها عارضة سريعة الزّوال.
(٦٥) فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ على ما هم عليه من الشرك دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كائنين في صورة من أخلص دينه من المؤمنين حيث لا يذكرون إلّا الله ولا