بأبي القاسم فقال لأنّه كان له ابن يقال له القاسم فكنّي به فقال السائل يا بن رسول الله هل تراني اهلاً للزيادة فقال نعم أما علمت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال أنا وعليّ أبوا هذه الأمّة قال بلى قال أما علمت أن رسول الله صلّى الله عليه وآله أبٌ لجميع أمّته وعليّ منهم قال بلى قال أما علمت أنّ علياً عليه السلام قاسم الجنّة والنّار قال بلى قال.
فقيل له أبو القاسم لأنّه أبو قاسم الجنّة والنار قال بلى قال وما معنى ذلك فقال إنّ شفقة النبيّ صلّى الله عليه وآله على أمّته كشفقة الآباء على الأولاد وأفضل امّته عليّ عليه السلام ومن بعده شفقة عليّ عليه السلام عليهم كشفقته لأنّه وصيّه وخليفته والإمام من بعده فلذلك قال أنا وعليّ أبوا هذه الأمّة وصعد النبيّ صلّى الله عليه وآله المنبر فقال من ترك ديناً أو ضياعاً فعليّ وإليّ ومن ترك مالاً فلورثته فصار بذلك أولى من آبائهم وامّهاتهم وصار أولى بهم من أنفسهم وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول الله صلّى الله عليه وآله.
وفي الكافي عن سليم بن قيس قال سمعت عبد الله بن جعفر الطيّار يقول : كنا عند معاوية أنا والحسن والحسين عليهما السلام وعبد الله بن عبّاس وعمر بن أمّ سلمة وأسامة بن زيد فجرى بيني وبين معاوية كلام فقلت لمعاوية سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول أنا أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثمّ أخي عليّ بن أبي طالب أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فإذا استشهد فالحسن بن علي أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثمّ ابني الحسين من بعده أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فإذا استشهد فابنه عليّ بن الحسين أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وستدركه يا عليّ ثمّ ابنه محمّد بن عليّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وستدركه يا حسين ثمّ تكملة اثني عشر إماماً تسعة من ولد الحسين عليهم السلام.
قال عبد الله بن جعفر : واستشهدت الحسن والحسين وعبد الله بن عبّاس وعمر ابن أمّ سلمة وأسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية قال سليم : وقد سمعت ذلك من سلمان وأبي ذرّ والمقداد وذكروا انّه سمعوا ذلك من رسول الله صلّى الله عليه وآله.