ويكونون معنا عليهم فتأتون أنتم من فوق وهم من أسفل وكان موضع بني قريظة من المدينة على قدر ميلين وهو الموضع الذي يسمّى بئر بني المطّلب فلم يزل يسير معهم حيّ بن أخطب في قبايل العرب حتّى اجتمعوا قدر عشرة آلاف من قريش وكنانة والأقرع بن حابس في قومه وعبّاس بن مرداس في بني سليم فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله فاستشار أصحابه وكانوا سبعمائة رجل فقال سلمان الفارسيّ (ره) يا رسول الله إنّ القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة قال فما نضع قال نحفر خندقاً يكون بينك وبينهم حجاباً فيمكنك معهم المطاولة ولا يمكنهم أن يأتونا من كلّ وجه فانّا كنّا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم من عدوّنا نحفر الخنادق فتكون الحرب من مواضع معروفة فنزل جبرئيل على رسول الله فقال أشار بصواب فأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله بمسحه من ناحية أحد إلى راتج وجعل على كلّ عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوم من المهاجرين والأنصار يحفرونه فحملت المساحي والمعاول وبدأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وأخذ معولاً فحفر في موضع المهاجرين بنفسه وأمير المؤمنين عليه السلام ينقل التراب من الحفرة حتّى عرق رسول الله صلّى الله عليه وآله وعي وقال لا عيش الّا عيش الآخرة اللهمّ اغفر للأنصار والمهاجرين فلمّا نظر النّاس إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقلوا التراب فلمّا كان في اليوم الثاني بكروا الى الحفر وقعد رسول الله صلّى الله عليه وآله في مسجد الفتح فبينا المهاجرون والأنصار يحفرون إذ عرض لهم جبل لم تعمل المعاول فيه فبعثوا جابر بن عبد الله الأنصاري إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله يعمله بذلك قال جابر فجئت إلى المسجد ورسول الله مستلق على قفاه ورداؤه تحت رأسه وقد شدّ على بطنه حجراً فقلت يا رسول الله انّه قد عرض لنا جبل لا تعمل المعاول فيه فقام مسرعاً حتّى جاءه ثمّ دعا بماء في إناء فغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه ثمّ شرب ومجّ من ذلك الماء في فيه ثمّ صبّه على ذلك الحجر ثمّ أخذ معولاً فضرب ضربة فبرقت برقة نظرنا فيها الى قصور الشام ثمّ ضرب اخرى فبرقت برقة نظرنا فيها الى قصور المدائن ثمّ ضرب اخرى فبرقت برقة اخرى فنظرنا فيها الى قصور اليمن فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله اما انه سيفتح الله عليكم هذه المواطن التي برقت