(١٨) قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ المثبطين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وهم المنافقون وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا قرّبوا أنفسكم إلينا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً ولا يقاتلون إِلَّا قَلِيلاً.
(١٩) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ قيل بخلاء عليكم بالمعاونة أو النفقة في سبيل الله أو الظفر والغنيمة فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ في احداقهم كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ كنظر المغشيّ عليه مِنَ الْمَوْتِ من معالجة سكرات الموت خوفاً ولواذاً بك فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ وحيّزت الغنائم سَلَقُوكُمْ ضربوكم بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ ذربة يطلبون الغنيمة والسلق البسط والقهر باليد أو باللّسان أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا اخلاصاً فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً هيّناً.
(٢٠) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا أي هؤلاء لجبنهم يظُّنُون انّ الأحزاب لم ينهزموا وقد انهزموا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ كرٌة ثانية يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ تمنّوا أنّهم خارجون إلى البدو وحاصلون بين الأعراب يَسْئَلُونَ كلّ قادم من جانب المدينة عَنْ أَنْبائِكُمْ عمّا جرى عليكم وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ هذه الكرّة ولم يرجعوا إلى المدينة وكان قتال ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً رياء وخوفاً عن التعيير.
القمّيّ : نزلت هذه الآيات في قصّة الأحزاب من قريش والعرب الذين تحزّبوا على رسول الله قال وذلك ان قريشا تجمّعت في سنة خمس من الهجرة وساروا الى العرب وجلبوا واستفزّوهم لحرب رسول الله صلّى الله عليه وآله فوافوا في عشرة آلاف ومعهم كنانة وسليم وفزارة وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله حين إجلا بني النضير وهم بطن من اليهود من المدينة وكان رئيسهم حيّ بن أخطب وهم يهود من بني هارون على نبيّنا وآله وعليه السلام فلمّا أجلاهم من المدينة صاروا الى خيبر وخرج حيّ بن أخطب الى قريش بمكّة وقال لهم انّ محمّداً قد وتركم ووترنا وأجلانا من المدينة من ديارنا وأموالنا وأجلى بني عمّنا بني قنيقاع فسيروا في الأرض واجمعوا حلفائكم وغيرهم حتّى نسير إليهم فانّه قد بقي من قومي بيثرب سبع مائة مقاتل وهم بنو قريظة وبينهم وبين محمّد عهد وميثاق وأنا أحملهم على نقض العهد بينهم وبين محمّد