يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً وهم الذين قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله تأذن لنا نرجع إلى منازلنا فإنها في أطراف المدينة ونخاف اليهود عليها فأنزل الله فيهم إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ الى قوله وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً ونزلت هذه الآية في الثاني لما قال لعبد الرحمن بن عوف هلمّ ندفع محمّداً صلّى الله عليه وآله الى قريش فنلحق نحن بقومنا.
(٢١) لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في أفعاله وأخلاقه كثباته في الحرب ومقاساته للشدائد وغير ذلك وقرء بضمّ الهمزة لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً قرن بالرجاء كثرة الذكر المؤدّية إلى ملازمة الطاعة فإنّ المؤتسى بالرسول من كان كذلك.
(٢٢) وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ
القمّيّ وصف الله المؤمنين المصدّقين بما أخبرهم رسول الله صلّى الله عليه وآله ما يصيبهم في الخندق من الجهد وَما زادَهُمْ قال يعني ذلك البلاء والجهد والخوف إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً
روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : سيشتدّ الامر باجتماع الأحزاب عليكم والعاقبة لكم عليهم وقال : انّهم سائرون إليكم بعد تسع أو عشر.
(٢٣) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ وفوا بعهدهم فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ نذره والنّحب النّذر استعير للموت لأنّه كنذر لازم في الرّقبة وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ الشهادة وَما بَدَّلُوا العهد ولا غيّروه تَبْدِيلاً شيئاً من التبديل فيه تعريض لأهل النفاق ومرض القلب بالتبديل.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : في قوله تعالى رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ قال الّا يفرّوا أبداً فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ أي اجله وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ أجله يعني عليّاً عليه السلام.
وفي الخصال عنه عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له مع