(٥٠) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ مهورهنّ لأنّ المهر أجر على البضع وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللهُ عَلَيْكَ بالسبي وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ.
في الكافي عن الباقر عليه السلام : جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فدخلت عليه وهو في منزل حفصة والمرأة متلبّسة متمشّطة فدخلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت يا رسول الله انّ المرأة لا تخطب الزوج وأنا امرأة أيّم لا زوج لي منذ دهر ولا ولد فهل لك من حاجة فان تك فقد وهبت نفسي لك إن قبلتني فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله خيراً ودعا لها ثمّ قال يا أخت الأنصار جزاكم الله عن رسول الله خيراً فقد نصرني رجالكم ورغبت في نساؤكم فقالت لها حفصة ما أقلّ حيائكِ وأجراكِ وأنهمكِ للرجال فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله كفّي عنها يا حفصة فإنّها خير منك رغبت في رسول الله فلمتها وعيّبتها ثمّ قال للمرأة انصرفي رحمك الله فقد أوجب الله لك الجنّة لرغبتك فيّ وتعرّضك لمحبّتي وسروري وسيأتيك أمري إن شاء الله تعالى فأنزل الله عزّ وجلّ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً الآية قال فأحلّ الله عزّ وجلّ هبة المرأة نفسها لرسول الله صلّى الله عليه وآله ولا يحلّ ذلك لغيره.
والقمّيّ : كان سبب نزولها أنّ امرأة من الأنصار أتت رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد تهيّأت وتزيّنت فقال يا رسول الله هل لك فيّ حاجة وقد وهبت نفسي لك فقالت لها عائشة قبّحكِ الله ما أنهمكِ للرجال فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله مه يا عائشة فانّها رغبت في رسول الله صلّى الله عليه وآله إذ زهدتنّ فيه ثمّ قال رحمك الله ورحمكم يا معاشر الأنصار ينصرني رجالكم وترغب فيّ نساؤكم ارجعي رحمك الله فانّي انتظر أمر الله عزّ وجلّ فأنزل الله تعالى وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً الآية فلا تحلّ الهبة الّا لرسول الله صلّى الله عليه وآله.
وفي المجمع : قيل انّها لمّا وهبت نفسها للنبيّ قالت عائشة ما بال النساء يبذلن أنفسهنّ بلا مهر فنزلت الآية فقالت عائشة ما أرى الله تعالى الّا يسارع في هواك فقال