الانس كانوا يقولون إنّ الجنّ يعلمون الغيب فلمّا سقطَّ سليمان (ع) على وجهه علموا ان لو يعلم الجنّ الغيب لم يعملوا سنة سليمان (ع) وهو ميّت ويتوهّمونه حيّاً.
وفي العيون والعلل عن الرضا عن أبيه عن أبيه عليهم السلام : انّ سليمان بن داود (ع) قال ذات يوم لأصحابه انّ الله تعالى وهب لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي سخّر لي الريح والجنّ والإنس والطير والوحوش وعلّمني منطق الطير وآتاني من كلّ شيء ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تمّ لي سرور يوم الى الليل وقد أحببت ان ادخل قصري في غد فأصعد أعلاه وانظر إلى ممالكي ولا تأذنوا لأحد عليّ لئلا يرد عليّ ما ينقص عليّ يومي قالوا نعم فلمّا كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد الى على موضع من قصره ووقف متّكئاً على عصاه ينظر إلى ممالكه مسروراً بما أوتي فرحاً بما اعطي إذ نظر إلى شابّ حسن الوجه واللّباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره فلمّا بصر به سليمان (ع) قال له من أدخلك الى هذا القصر وقد أردت ان أخلو فيه اليوم فبإذن من دخلت قال الشابّ أدخلني هذا القصر ربّه وباذنه دخلت فقال ربّه أحقّ به منّي فمن أنت قال انا ملك الموت قال وفيما جئت قال جئت لأقبض روحك قال امض لما أمرت به فهذا يوم سروري وأبى الله عزّ وجلّ أن يكون لي سرور دون لقائه فقبض ملك الموت روحه وهو متّكئ على عصاه فبقي سليمان متّكئاً على عصاه وهو ميّت ما شاء الله والناس ينظرون إليه وهم يقدّرون انّه حيّ فافتتنوا فيه واختلفوا فمنهم من قال قد بقي سليمان (ع) متّكئاً على عصاه هذه الأيّام الكثيرة ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب انّه لربّنا الذي يجب علينا ان نعبده وقال قوم انّ سليمان ساحر وانّه يرينا انّه واقف متّكئ على عصاه يسحر أعيننا وليس كذلك فقال المؤمنون انّ سليمان هو عبد الله ونبيّه يدبّر الله أمره بما يشاء فلمّا اختلفوا بعث الله عزّ وجلّ الأرضة فدبّت في عصاه فلمّا أكلت جوفه انكسرت العصا وخرّ سليمان من قصره على وجهه فشكرت الجنّ للأرضة صنيعها فلأجل ذلك لا توجد الأرضة في مكان الّا وعندها ماء وطين وذلك قول الله عزّ وجلّ فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ يعني عصاه القمّيّ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا الآية.
ثمّ قال الصادق عليه السلام : والله ما نزلت هذه الآية هكذا وانّما نزلت فَلَمَّا خَرَّ