تَبَيَّنَتِ الانس انّ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ.
وفي الاحتجاج عن الصادق عليه السلام : انّه سئل كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان بن داود (ع) من البناء ما يعجز عنه ولد آدم قال غلظوا لسليمان كما سخّروا وهم خلق رقيق غذّاهم التنسّم والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليها الّا بسلّم أو سبب.
في الإكمال عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : عاش سليمان بن داود سبعمائة سنة واثنتي عشرة سنة.
(١٥) لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ لأولاد سبأ بن يشخب بن يعرب بن قحطان (١).
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّه سئل عن سبأ أرجل هو أم امرأة فقال هو رجل من العرب ولد عشرة تيامن منهم ستّة وتشأم منهم أربعة فامّا الذين تيامنوا فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون والانمار وحمير قيل ما أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة وأمّا الذين تشأموا فعاملة وجذام ولحم وغسّان فِي مَسْكَنِهِمْ موضع سكناهم قيل وهي باليمن يقال لها مآرِب بينها وبين صَنعاء مسيرة ثلاث وقرئ بالافراد ثمّ بفتح الكاف وكسره آيَةٌ علامة دالّة على وجود الصانع المختار وانّه قادرٌ على ما يشاء من الأمور العجيبة جَنَّتانِ جماعتان من البساتين عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ جماعة عن يمين بلدهم وجماعة عن شماله كلّ واحدة منهما في تقاربهما وتضايقهما كأنّه جنّة واحدة كذا قيل كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ على إرادة القول بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ وقرئ الكلّ بالنصب.
(١٦) فَأَعْرِضُوا عن الشكر فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ أي العظيم الشديد.
القمّيّ قال : إنّ بحراً كان في اليمن وكان سليمان (ع) أمر جنوده أن يجروا لهم خليجاً من البحر العذب الى بلاد الهند ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة عظيمة من
__________________
(١) المراد من سبأ هنا القبيلة الذين هم أولاد سبأ بن يشخب.