(٧٧) أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ القمّيّ أي ناطق عالم بليغ قيل تسلية ثانية بتهوين ما يقولونه في إنكارهم الحشر.
(٧٨) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً امراً عجيباً وهو نفي القدرة على إحياء الموتى وَنَسِيَ خَلْقَهُ خلقنا إيّاه قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ منكراً إيّاه مستبعداً له والرّميم ما بلى من العظام.
(٧٩) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ فانّ قدرته كما كانت وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ يعلم تفاصيل المخلوقات وكيفيّة خلقها واجزائها المتفتتة المتبدّدة أصولها وفصولها ومواقعها وطريق تميزها وضمّ بعضها إلى بعض.
العيّاشي عن الصادق عليه السلام قال : جاء أبيّ بن خلف فأخذ عظماً بالياً من حائط فَفَتَّه ثمّ قال يا محمد إِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً فنزلت.
وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام : مثله وعن الصادق عليه السلام : انّ الروح مقيمة في مكانها روح المحسن في ضياء وفسحة وروح المسيء في ضيق وظلمة والبدن يصير تراباً كما منه خلق وما تقذف به السباع والهوام من أجوافها ممّا أكلته ومزّقته كلّ ذلك في التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرّة في ظلمات الأرض ويعلم عدد الأشياء ووزنها وانّ تراب الرّوحانيين بمنزلة الذّهب في التراب فإذا كان حين البعث مطرت الأرض مطر النشور فتربو الأرض ثمّ تمخض مخض السقاء فيصير تراب البشر كمصير الذّهب من التراب إذا غسل بالماء والزّبد من اللَّبن إذا مخض فتجمّع تراب كلّ قالب الى قالبه فينتقل بإذن الله القادر الى حيث الرّوح فتعود الصّور بإذن المصوّر كهيئتها وتلج الرّوح فيها فإذا قد استوى لا ينكر من نفسه شيئاً.
(٨٠) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً قيل بأن يسحق المرْخ (١) على العفار وهما خضراوان يقطر منهما الماء فتنقدح النار.
القمّيّ وهو المرخ والعفار يكون في ناحية من بلاد العرب فإذا أرادوا ان
__________________
(١) المرخ شجر سريع الوري.