شمس أو قمر أو غير ذلك ثمّ يسأل كلّ إنسان عمّا كان يعبد فيقول من عبد غيره ربّنا انّا كنّا نعبدها لتقرّبنا إليك زُلْفى قال فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النّار ما خلا من استثنيت فانّ أولئك عنها مبعدون إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي لا يوفّق للاهتداء إلى الحقّ مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ فانّهما فاقدا البصيرة.
لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً كما زعموا ونسبوا إليه الملائكة والمسيح وعزيز لَاصْطَفى لاختار مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ قيل أي ما كان يتّخذ الولد باختيارهم حتّى يضيفوا إليه من شاءوا بل كان يختص من خلقه من يشاء لذلك نظيره لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّاسُبْحانَهُ عن الشريك والصاحبة والولد هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ليس له في الأشياء شبيه ولا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم
كذا في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام في معنى واحديّته تعالى.
(٥) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ يغشى كلّ واحد منهما الآخر كأنّه يلفّ عليه لفّ اللّباس باللّابس أو يغيبه به كما يغيب الملفوف باللّفافة أو يجعله كاراً عليه كروراً متتابعاً تتابع أكوار العِمامة وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الغالب على كلّ شيء الْغَفَّارُ حيث لم يعاجل بالعقوبة.
(٦) خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها قد سبق تفسيره في سورة النساء وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ أهلي ووحشيّ من البقر والضّان والمعز وبخاتيّ وعراب من الإبل كما مرّ بيانه في سورة الأنعام.
في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الآية قال : انزاله ذلك خلقه إيّاه يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ حيواناً سويّاً من بعد عظام مكسوّة لحماً من بعد عظام عارية من بعد مضغةٍ من بعد علقة من بعد نطفة في نهج البلاغة : أم هذا الذي أنشأه في ظلمات الأرحام وشغف الأستار نطفة دهاقاً وعلقة محاقاً وجنيناً وراضعاً ووليداً ويافعاً فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ.