الله عزّ وجلّ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ فيردّ على نفسه لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ اين الجبّارون اين الذين ادّعوا مَعِيَ الهاً آخر أين المتكبّرون ونخوتهم ثمّ يبعث الخلق.
(١٨) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ أي القيامة سمّيت بها لُازوفها اي قربها إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ فانّها ترتفع عن أماكنها فتلتصق بحلوقهم فلا تعود فيتروّحوا ولا تخرج فيستريحوا كاظِمِينَ على الغمّ القمّيّ قال مغمومين مكروبين ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ قريب مشفق وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ يشفع.
في التوحيد عن الباقر عليه السلام : ما من مؤمن يرتكب ذنباً الّا ساءه ذلك وندم عليه.
وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وآله كفى بالنّدم توبة وقال من سرّته حسنته وساءته سيّئته فهو مؤمن فانّ من لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالماً والله تعالى يقول ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ.
(١٩) يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ استراق النّظر.
في المعاني عن الصادق عليه السلام : إنّه سئل عن معناها فقال ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشيء وكأنّه لا ينظر إليه فذلك خائِنَةَ الْأَعْيُنِ.
وفي المجمع في حديث ابن أبي سرح : فقال له عبّاد بن بشير يا رسول الله انّ عيني ما زالت في عينك انتظار أن تومئ إليّ فأقتله فقال إنّ الأنبياء لا يكون لهم خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ من الضمائر.
(٢٠) وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ وقرئ بالتاء لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ تهكّم بهم إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ تقرير لعلمه بخائنة الأعين وقضائه بالحقّ ووعيد لهم على ما يقولون ويفعلون وتعريض بحال ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ.
(٢١) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ ما لحال الذين كذّبوا الرّسل قبلهم كعاد وثمود كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً قدرة وتمكّنا وقرئ منكم وَآثاراً فِي الْأَرْضِ مثل القلاع والمدائن الحصينة فَأَخَذَهُمُ بذنوبهم وَما كانَ لَهُمْ