أَسْتَجِبْ لَكُمْ وقد نرى المضطرّ يدعوه ولا يجاب له والمظلوم يستنصره على عدوّه فلا ينصره قال ويحك ما يدعوه أحد الّا استجاب له امّا الظالم فدعاؤه مردود إلى أن يتوب وامّا المحقّ فإذا دعاه استجاب له وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه أو ادّخر له ثواباً جزيلاً ليوم حاجته إليه وإن لم يكن الامر الّذي سئل العبد خيراً له ان أعطاه امسك عنه والمؤمن العارف بالله ربّما عزّ عليه أن يدعوه فيما لا يدري أصواب ذلك أم خطأ وقد مضى أخبار أخر في هذا المعنى في سورة البقرة عند قوله تعالى أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ.
(٦١) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ لتستريحوا فيه بأن خلقه بارداً مظلماً ليؤدّي الى ضعف المحركات أو هدوء الحواس وَالنَّهارَ مُبْصِراً يبصر فيه أو به واسناد الإبصار إليه مجاز فيه مبالغة إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ فضل لا يوازيه فضل وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ لجهلهم بالمنعم واغفالهم عن مواقع النعم.
(٦٢) ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره.
(٦٣) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ.
(٦٤) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ بأن خلقكم منتصب القامة بادي البشرة متناسب الأعضاء والتخطيطات متهيّأ لمزاولة الصنايع واكتساب الكمالات وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ اللّذائذ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ فانّ كلّ ما سواه مربوب مفتقر بالذات معرض للزوال.
(٦٥) هُوَ الْحَيُ المتفرّد بالحياة الذّاتية لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا أحد يساويه أو يدانيه في ذاته وصفاته فَادْعُوهُ فاعبدوه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ من الشرك والرياء الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قائلين له.
القمّيّ عن السجّاد عليه السلام : إذا قال أحدكم لا اله إلّا الله فليقل الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ فانّ الله يقول هُوَ الْحَيُ الآية.