مبطل وان نزلت في مشركي مكّة أو اليهود على ما قيل إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ الّا عظمة وتكبّر عن الحقّ ما هُمْ بِبالِغِيهِ ببالغي مقتضى تلك العظمة لأنّ الله مذلّهم فَاسْتَعِذْ بِاللهِ فالتجئ إليه إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لأقوالكم وأفعالكم.
(٥٧) لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ فمن قدر على خلقها اوّلا من غير أصل قدر على خلق الناس ثانياً من أصل كذا قيل وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ لأنّهم لا ينظرون ولا يتأمّلون لفرط غفلتهم وأتباعهم أهوائهم.
(٥٨) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ الجاهل والمستبصر وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ والمحسن والمسيء فينبغي أن يكون لهم حال يظهر فيها التفاوت وهي ما بعد البعث قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ وقرئ بالتاء.
(٥٩) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها في مجيئها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ لا يصدّقون بها لقصور نظرهم على ظاهر ما يحسّون به.
(٦٠) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي دعائي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ صاغرين وقرئ سيدخلون بضمّ الياء وفتح الخاء.
في الكافي عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال : هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء.
وعنه عليه السلام : انّه سئل أيّ العبادة أفضل فقال له ما من شيء أفضل عند الله عزّ وجلّ من أن يسئل ويطلب ما عنده وما من أحد أبغض إلى الله عزّ وجلّ ممّن يستكبر عن عبادته ولا يسئل ما عنده.
وعن الصادق عليه السلام : ادع ولا تقل قد فرغ من الأمر فانّ الدعاء هو العبادة انّ الله يقول وتلا هذه الآية.
وفي الصحيفة السجّادية بعد ذكر هذه الآية : فَسَمَّيْتَ دُعاءَكَ عِبادَةً وَتَرْكَهُ اسْتِكْباراً وَتَوَعَّدْتَ عَلى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ.
وفي الاحتجاج عن الصادق عليه السلام : انّه سئل أليس يقول الله ادْعُونِي