النساء وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً قال يعني ذكراً وأنثى يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ يبثّكم ويكثركم القمّيّ يعني النسل الذي يكون من الذكور والإناث لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ردّ الله على من وصف الله قيل الكاف زائدة وقيل بل المراد المبالغة في نفي المثل عنه فانّه إذا نفى عمّن يناسبه ويسدّ مسدّه كان نفيه عنه أولى في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ إذ كان الشيء من مشيّة فكان لا يشبه مكوّنه رواها في مصباح المتهجّد وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لكلّ ما يسمع ويبصر.
(١٢) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ خزائنهما يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ يوسّع ويقتر على وفق مشيّته إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ فيفعله على ما ينبغي.
(١٣) شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أي شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ دين نوح عليه السلام ومحمّد صلّى الله عليه وآله ومن بينهما من أرباب الشرايع وهو الأصل والمشترك فيما بينهم القمّيّ مخاطبة لرسول الله صلّى الله عليه وآله أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ قال اي تعلّموا الدين يعني التوحيد واقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحجّ البيت والسّنن والأحكام التي في الكتب والإقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ولا تختلفوا فيه كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ عظم عليهم ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ قال من ذكر هذه الشرائع اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ يختار ويجتلب الى الدّين وَيَهْدِي إِلَيْهِ بالإرشاد والتوفيق مَنْ يُنِيبُ من يقبل إليه القمّيّ وهم الأئمّة الذين اختارهُم واجتباهم.
وعن الصادق عليه السلام : أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ قال الإمام عليه السلام وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ من ولاية عليّ عليه السلام مَنْ يَشاءُ كناية عن عليّ عليه السلام.
وفي الكافي عن الرضا عليه السلام : نحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه شَرَعَ لَكُمْ يا آل محمد مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وقد وصّينا بما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ يا محمد وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة أولي العزم من الرسل أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ يا آل محمد