(١٥) فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ قال يعني لهذه الأمور والدين الذي تقدم ذكره وموالاة أمير المؤمنين عليه السلام فَادْعُ.
وعن الصادق عليه السلام : يعني إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ فيه وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ يعني جميع الكتب المنزلة وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ خالق الكل ومتولّي أمره لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وكلّ مجازى بعلمه لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ لا حجاج بمعنى لا خصومة إذا الحقّ قد ظهر ولم يبق للمحاجّة مجال اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا يوم القيامة وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ مرجع الكل.
(١٦) وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ في دينه مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ لدينه أو لرسوله حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ القمّيّ يحتجّون على الله بعد ما شاء الله ان يبعث عليهم الرسل فبعث الله إليهم الرسل والكتب فغيّروا وبدّلوا ثمّ يحتجّون يوم القيامة فحجّتهم على الله داحِضَةٌ أي باطلة عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بمعاندتهم.
(١٧) اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ.
القمّيّ قال الْمِيزانَ أمير المؤمنين عليه السلام وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ إتيانها.
(١٨) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها استهزاء وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها خائفون منها مع اعتناء بها لتوقع الثواب وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُ الكائن لا محالة أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ.
القمّيّ كناية عن القيامة فانّهم كانوا يقولون لرسول الله صلّى الله عليه وآله أقم لنا الساعة فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فقال الله تعالى أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ أي يخاصمون.
(١٩) اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ بربهم بصنوف من البرّ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ قيل أي يرزقه كما يشاء فيخصّ كلّا من عباده بنوع من البرّ على ما اقتضته حكمته وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ