المنيع الذي لا يغلب.
(٢٠) مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ ثوابها شبّهه بالزرع من حيث إنّه فائدة تحصل بعمل الدنيا ولذلك قيل الدنيا مزرعة الآخرة نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ فنعطه بالواحد عشراً الى سبعمائة فما فوقها وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها شيئاً منها على ما قسمنا له وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ إذ الأعمال بالنيّات وانما لكلّ امرئ ما نوى.
القمّيّ عن الصادق عليه السلام : المال والبنون حَرْثَ الدُّنْيا والعمل الصالح حَرْثَ الْآخِرَةِ وقد يجمعهما الله لأقوام.
وفي الكافي عنه عليه السلام : من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : من كانت نيّته الدنيا فرّق الله عليه أمره وجعل الفقر بين عينيه ولم يؤته من الدنيا الّا ما كتب له ومن كانت نيّته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : قيل له اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ قال ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قيل مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ قال معرفة أمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام قيل نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ قال نزيده منها يستوفي نصيبه من دولتهم وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ قال ليس له في دولة الحقّ مع الإمام نصيب.
(٢١) أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ كالشرك وإنكار البعث والعمل للدنيا وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ.
في الكافي عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال : لو لا ما تقدّم فيهم من الله عزّ ذكره ما أبقى القائم منهم أحداً.
أقولُ : يعني قائم كلّ عصر وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.
(٢٢) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا خائفين ممّا ارتكبوا وعملوا وَهُوَ واقِعٌ