وجلّ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً يعني على النبوّة إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى أي في أهل بيته ثمّ قال ألا ترى انّ الرجل يكون له صديق وفي نفس ذلك الرجل شيء على أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد الله عزّ وجلّ أن لا يكون في نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله شيء على أمته ففرض الله عليهم المودّة في القربى فان أخذوا أخذوا مفروضاً وان تركوا تركوا مفروضاً قال فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول عرضنا عليه أموالنا فقال لا قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي وقالت طائفة ما قال هذا رسول الله صلّى الله عليه وآله وجحدوه وقالوا كما حكى الله عزّ وجلّ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فقال الله عزّ وجلّ فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ قال لو افتريت وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ يعني يبطله وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ يعني بالأئمّة والقائم من آل محمّد صلوات الله عليهم.
(٢٥) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ وقرئ بالياء.
في العيون عن سيّد الشهداء عليه السلام قال : اجتمع المهاجرون والأنصار الى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا إنّ لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم بارّاً مأجوراً أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج قال فأنزل الله عزّ وجلّ عليه الروح الأمين فقال قُلْ يا محمد لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون ما حمل رسول الله على ترك ما عرضنا عليه الّا ليحثّنا على قرابته من بعده ان هو الّا شيء افتراه محمّد في مجلسه وكان ذلك في قولهم عظيماً فأنزل الله تعالى هذه الآية أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فبعث إليهم النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال هل من حدث فقالوا إي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاماً عظيماً كرهناه فتلا عليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله الآية فبكوا واشتدّ بكاؤهم فأنزل الله عزّ وجلّ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ الآية.
(٢٦) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ