(٢٢) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ أي لا حجّة لهم على ذلك من جهة العقل ولا من جهة النظر وانّما جنحوا فيه الى تقليد آبائهم الجهلة والأمّة الطريقة التي تؤمّ.
(٢٣) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وآله ودلالة على انّ التقليد في نحو ذلك ضلال قديم وفي تخصيص المترفين اشعار بأنّ التنعم وحبّ البطالة صرفهم عن النظر إلى التقليد.
(٢٤) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ يعني أتتبعون آبائكم ولو جئتكم بدين أهدى من دين آبائكم وهو حكاية امر ماض أوحي الى النذير أو خطاب لنبيّنا صلّى الله عليه وآله وقريء قال اي النذير قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ أي وإن كان أهدى اقناطاً للنّذير من أن ينظروا أو يتفكّروا فيه.
(٢٥) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ بالاستيصال فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ولا تكترث بتكذيبهم.
(٢٦) وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ واذكر وقت قوله هذا ليروا كيف تبرّأ عن التقليد وتمسّك بالبرهان أو ليقلّدوه ان لم يكن لهم بدّ من التقليد فانّه أشرف آبائهم لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ بريء من عبادتكم أو معبودكم مصدر نُعِتَ به.
(٢٧) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ هداية بعد هداية.
(٢٨) وَجَعَلَها أي كلمة التوحيد كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ في ذريته ليكون فيهم أبداً من يوحّد الله ويدعو الى توحيده ويكون اماماً وحجّة على الخلائق لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ يرجع من أشرك منهم بدعاء من وحّده.
وفي الإكمال عن السجّاد عليه السلام قال : فينا نزلت هذه الآية وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ والإمامة في عقب الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة.
وفي العلل عن الباقر عليه السلام وفي المعاني والمناقب والمجمع عن الصادق عليه السلام : مثله.