وفي الاحتجاج عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في خطبة الغدير : معاشر النّاس القرآن يعرّفكم انّ الأئمّة عليهم السلام من بعده من ولده وعرّفتكم انّهم منّي وانا منهم حيث يقول الله عزّ وجلّ وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ وقلت لن تضلّوا ما ان تمسّكتم بهما.
وفي المناقب : ان النبيّ صلّى الله عليه وآله سئل عن هذه الآية فقال الإمامة في عقب الحسين عليه السلام يخرج من صلبه تسعة من الأئمّة منه مهديّ هذه الأمّة
والقمّيّ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ يعني الأئمّة عليهم السلام يَرْجِعُونَ إلى الدنيا.
(٢٩) بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ هؤلاء المعاصرين للرّسول صلّى الله عليه وآله من قريش وَآباءَهُمْ بالمدّ في العمر والنعمة فاغترّوا بذلك وانهمكوا في الشهوات حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ.
(٣٠) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُ لينبّههم عن غفلتهم قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ ضمّوا الى شركهم معاندة الحقّ والاستخفاف به.
(٣١) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ من إحدى القريتين بمكّة والطائف عَظِيمٍ بالجاه والمال كالوليد بن مغيرة بمكّة وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف فانّ الرسالة منصب عظيم لا يليق الا بعظيم ولم يعلموا انّها رتبة روحانيّة تستدعي عظيم النفس بالتحلّي بالفضائل والكمالات القدسيّة لا التزخرف بالزّخارف الدنيويّة.
(٣٢) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ إنكار فيه تجهيل وتعجيب من تحكّمهم والمراد بالرحمة النبوّة نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وهم عاجزون عن تدبيرها وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ واوقعنا بينهم التفاوت في الرزق وغيره لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا ليستعمل بعضهم بعضاً في حوائجهم فيحصل بينهم تألّف وتضامن وينتظم بذلك نظام العالم لا لكمال في الموسع ولا لنقص في المقتر ثمّ إنّه لا اعتراض لهم علينا في ذلك ولا تصرّف فكيف يكون فيما هو على من ذلك وَرَحْمَتُ رَبِّكَ هذه يعني النبوّة وما يتبعها خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ممّا يجمعه هؤلاء من حطام الدنيا والعظيم من رزق منها لا منه.
في الاحتجاج وفي تفسير الإمام عليه السلام في سورة البقرة عن أبيه عليهما